تمكنت الشابة السورية "نور الأتيم" البالغة من العمر 25 عاماً،المنحدرة من العاصمة السورية “دمشق”، من تحقيق حلمها في كندا، حيث أصبحت كابتن طائرة مثل والدها الذي قاد 727 طائرة على متن الخطوط السورية.
حيث قالت الأتيم "والدي أعطاني أعظم هدية يمكن لأي شخص أن يقدمها لشخص آخر، لقد أعطاني حلماً".
وتناقلت مصادر اعلامية عن الشابة السورية، والتي غادرت سوريا إلى بيروت لتكمل دراسة “هندسة العمارة” بعد حصولها على الشهادة الثانوية من دمشق عام 2013.
لكن الظروف المادية أجبرت “نور” على ترك دراستها الجامعية والبدء في العمل، حتى تتمكن من مساعدة عائلتها، وبعد قبولها في برنامج توطين اللاجئين السوريين، غادرت إلى “كندا”، إلا أنّها لم تتمكن من إكمال دراستها في العمارة،
قررت “نور” أن تحقق حلمها بتعلّم الطيران، حيث كان الطيار المتوفي “سعيد الأتيم” قائد طائرة B727 لدى الخطوط العربية السورية، جدها، من كبار طياري المؤسسة وقائد طائرة B747.
وذكرت أنها منذ فقدت والدها سعيد، وهي بعمر الـ 5 سنوات، تتأمل صوره التي كان في معظمها يقود الطائرة أو يقف بجانبها، إذ قاد 727 طائرة على متن الخطوط الجوية السورية.
وأضافت: “منذ أن كنت في المدرسة الثانوية في دمشق، حاولت التواصل مع مدارس لتعليم الطيران في أمريكا والأردن، ولكن تكلفتها المادية تجاوزت مقدرتي على تحملها، وخاصة لشخص مقيم في سوريا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة في البلاد عموماً”.
ولفتت إلى أنها بدأت دراستها الجامعية بهندسة العمارة في لبنان، واضطرت بعدها لتترك الجامعة مؤقتاً عام 2015، لتتجه إلى العمل بهدف توفير دخلها اليومي، وبعدها بعامين، انتقلت لتعيش في مقاطعة كيبيك جنوب مونتريال في كندا، عن طريق برنامج إعادة التوطين التابع لمفوضية اللاجئين في لبنان.
وتعلمت اللغة الفرنسية وهي اللغة الرسمية في مقاطعة كيبيك، وبعد فترة وجيزة، بدأت رحلتها بالبحث عن كيفية الحصول على رخصة طيار، وانضمت إلى مدرسة تعليم الطيران في كيبيك، وكان المطار الذي تتدرب فيه يبعد عن بيتها مدة خمس دقائق.
وعند إتمام فحوصها الطبية والكتابية المتعلقة بالطيران، قامت بأول رحلة فردية لها في 28 من تموز 2018، وحصلت على رخصة طيار بعد أشهر من العام نفسه.
وأشارت نور إلى أنها تلقت تشجيعاً من أصدقاء والدها القدماء في الطيران، الذين كانوا متحمسين لتحقيق حلمها، كما تلقت دعماً من قدوتها الأولى والكابتن الوحيدة في سوريا وداد شجاع، التي اضطرت أيضاً إلى مغادرة سوريا بسبب الحرب.
وتمكّنت “نور” من القيام بأول رحلة إفرادية (First solo)، في تموز 2018، بعد اجتيازها الفحوص الطبية والتحريرية، لتحصل على شهادة الطيران في الشهر ذاته، وذلك وفقاً لما نشره “الطيارون السوريون” على حسابهم في فيس بوك.
حصلت “نور” في عام 2019 على شهادة طيار تجاري، بالإضافة لرخصة IR، لتصبح بذلك أول مدربة طيران سورية وأول لاجئة سورية تحصل على شهادة الطيران،
جدير بالذكر أن نور تعمل حالياً مدربة طيران في مطار “مونتريال” الدولي، وتسعى إلى تحقيق هدفها النهائي بوظيفة كابتن على الخطوط الجوية، ومواصلة إرث والدها وجدها، فضلاً عن أنها قادت عدة طائرات مثل: ”Cessna 152″، ”Cessna172″، ”Piper Seneca”.
يشار الى ان الشابة السورية مايا غزال، كانت اول لاجئة سورية تطير بشكل منفرد في المملكة المتحدة. وأجرت غزال تجربتها بطائرة صغيرة في مطار غرب العاصمة البريطانية لندن، وقادت الطائرة أرضا حتى نهاية المدرج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق